الجمعة , مارس 29 2024

العلاّمة المجتهد السيد علي الأمين في زيارة إلى مملكة البحرين: الحج مناسبة لغذاء الروح وتطهير النفوس وتعزيز الوحدة بين المسلمين


غادر العلامة المجتهد السيد علي الأمين إلى مملكة البحرين للمشاركة في دورة
الخطباء والدعاة التي تقيمها وزارة العدل والشؤون الإسلامية وكان قد صرح
قبل مغادرته لدى سؤاله عن مناسبة الحج:
إن ما تقوم به إدارة شؤون الحج في المملكة العربية السعودية هو مثار
الإعجاب والتقدير لدى عموم المسلمين الذين وفقهم الله لأداء فريضة الحج
حيث نرى في كلّ عام التجديد والجهود المتواصلة لإعمار تلك الأماكن
المقدسة والمحافظة عليها وتسهيل الوصول إليها من قبل ملايين المسلمين
المتوجهين لتلك البقاع الطاهرة والذين يحتاجون إلى الخدمات التي تحفظ لهم
أمنهم واستقرارهم ورعايتهم الصحيّة وسائر الخدمات الأخرى التي تقوم بها
المملكة خير قيام حفاظاً على سلامة الحجاج في موسم الحج الذي يعتبر
مناسبة لغذاء الروح وتطهير النفوس وتعزيز الوحدة بين المسلمين من خلال
اجتماعهم على أداء المناسك وتفرّغهم لذكر الله تعالى كما قال في كتابه (
فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً ) ومن
الذّكر الوارد في هذه المناسبة كما حكى الله تعالى عنهم : ( ومنهم من
يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار أولئك
لهم نصيب ممّا كسبوا والله سريع الحساب) .
ولذلك نرى وجوب التعاون مع السلطات المعنيّة والساهرة على تنظيم أمور
الحج حفاظاً على السّلامة العامّة وتيسيراً لانصراف الحجاج للقيام بهذه
العبادة واستلهام معانيها ومبادئها بعيداً عن الضوضاء والغوغاء التي تريد
استغلال المناسبة لأغراض سياسية دعماً لبعض الأنظمة والزعامات وهذا ما
يتنافى مع جوهر الّتواجد في تلك الأماكن لأداء عبادة الحج التي تعتبر
ركناً من أركان الإسلام كما قال الله تعالى عن بيوته وأولها المسجد
الحرام : ( وأنّ المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً ) وقوله تعالى (
الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج
وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا
أولي الألباب ) فهو مناسبة للتقوى ولجمع الصفوف ووحدة الكلمة والعمل
بسنّة رسول الله والسّلف الصالح في أداء المناسك بذكر الله والخضوع
والخشوع له سبحانه كما قال: ( ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنّه لا يحبّ
المعتدين ). فهذه الأماكن المقدّسة هي لعبادة الله وحده وللدّعوة إليه
بالكلمة الطّيبة والموعظة الحسنة ونسأل الله أن يكتب الأمن والسلامة
لحجاج بيته الحرام وأن يوفق القائمين في المملكة على خدمتهم وتنظيم
أمورهم.