صدر عن ة”، البيان التَّالي، في موضوع الإتّهام المزعوم الموَجَّه إلى سماحة السيِّد “علي الأمين”:
وكأنَّه لا يكفي لبنان الغالي، ما يعيشه ناسُه في هذه الأيَام القاحلة، مِنْ بؤسٍ اجتماعيٍّ، ويعانونه مِنْ وَهَنٍ اقتصاديٍّ وفقرٍ ماليٍّ، ويألمونه مِن إملاقٍ سياسيٍّ؛ حتَّى نَجِدَ أنَّ تُهَماً بالخيانةِ باتت تُلقى جزافاً، وتصيبُ بضُّرِّها وطَيْشِ مُطْلقيها كراماتِ النَّاسِ وحقوقهم؛ كما حصلَ مؤخَّراً بنشرِ نبأ كاذبٍ عن اتِّهامٍ مَقيتٍ لسماحةِ العالِم الجليل السيِّد “على الأمين”، بالخيانة العُظمى بِادِّعاءٍ اتِّصالٍ له مزعومٍ بالعدوِّ الصُّهيوني المجرم؛ ثمَّ الاعتذار، في اليوم التَّالي، بأنَّ الأمرَ لم يكن سِوى هفوةٍ مُتَسَرِّعةٍ مِن مُحرِّرٍ في وكالةٍ الأنْباء الوطنيَّة.
إنَّنا، في “المركز الثَّقافيِّ الإسلاميِّ”، إذ نأسف، بِكُلِّ ألمٍ وحُزنٍ، لهذه السَّقطةِ في هذا الدَّركِ المُعيب، الذي وصلت إليهِ الحال؛ نُذَكِّر الجميعَ، بما يَرِدُ في كتاب الله العزيز الحكيم { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات: 6)؛ مؤكِّدين للجميع أنَّ الشَّرع الشَّريف قد حذَّرَ مِنَ الظُّلمِ بكلِّ أنواعِه؛ وجَعَلَ اللهُ سُبحانَه وتعالى، للمظلومِ دَعوةً مُستجابةً، وحذَّرَ الظَّالمين مِن عذابٍ أليمٍ؛ ويُروى عن الرَّسول الأكرم (صلَّى الله عليه وسلَّم)، “اتَّقوا دَعوةَ المظلومِ، فإنَّها تصعَدُ إلى السَّماءِ، كأنَّها شَرارةٌ”.
بناءً عليهِ، فإنَّنا نُطالِب، القيِّمين القضائيين والإداريين على هذا الأمر، ناهيك بالسِّياسيين الغَيارى على كرامةِ المواطنين والمتمسِّكين بعِزَّةِ العِلمِ وأهله وجَوْهرِ الوحدة الوطنِيَّةِ، اتِّخاذ ما يلزم مِن الإجراءاتِ لرفع الضَّيم، الذي راودت نفسُ بعضِهم إلحاقه بسماحة السيِّد “على الأمين”، وكل أهل العِلمِ والوطنيَّة في هذا البلد.