أين الخليل ؟..
أٓيْنَ الخليلُ الذي قد كنتُ أمنحهُ /
قلبي وأُعطي لهُ روحي إذا طَلَبَا
أحسنتُ صحبتهُ في كلِّ نازلةٍ /
وما ارتضيتُ له إلاَّ العُلا رُتَبَا
حتّى إذا قَوِيَتْ في الحكم شوكتهُ/
بَغَى علينا وسَلَّ السَّيفَ وانْقَلَبَا
قد كنتُ أحسبهُ في النَّائباتِ أخاً /
فكان للنّائباتِ العونَ والسَّبَبَا
ما صدَّقَ السَّمعُ أفعالاً له نُسِبتْ /
لكنَّ عيني رَأَتْ ما يمنعُ الكَذِبَا
فخَيَّبَ الظنَّ والآمالَ موقفُهُ /
وضَيَّعَ العهدَ والأَيْمانَ والكُتُبَا
عَجِبْتُ من صاحبٍ أَبْدَى عَدَاوَتَهُ /
وقد بَذَلْتُ لهُ أَضْعَافَ ما وَجَبَا!