الجمعة , أكتوبر 11 2024
الامين | معنى الإسلام في قول الله تعالى ( إن الدّين عند الله الإسلام )

معنى الإسلام في قول الله تعالى ( إن الدّين عند الله الإسلام )

معنى الإسلام في قول الله تعالى ( إن الدّين عند الله الإسلام )

معنى الإسلام في قول الله تعالى ( إن الدّين عند الله الإسلام ) يراد به الإسلام بالمعنى اللّغوي وهو التّسليم والإعتقاد بأن لهذا الكون بكلّ ما فيه خالقاً ومبدعاً وهو الله الذي أخرجه من ظلمة العدم إلى نور الوجود وإليه المصير. وهذا المعنى تشترك فيه كلّ أتباع الرّسالات السماوية وغيرها ممّن يؤمن بهذا المعنى. ولا يقصد بالاسلام هنا المعنى التشريعي الذي يذكره الفقهاء وعلماء الكلام.

وبهذا المعنى اللغوي جاء قوله تعالى لإبراهيم عليه السلام ( إذ قال له ربّه أسلم قال : أسلمت لربّ العالمين) وقوله تعالى ( وله أسلم من في السماوات والأرض) . وعلى هذا المعنى اللغوي المتقدّم يكون المقصود من قوله تعالى ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) غير النصارى وغير اليهود لأنهم وغيرهم ممّن آمن بالله رباً وخالقاً وباليوم الآخر موعداً يكونون مسلمين لله بالمعنى المتقدّم وقد جاء في القرآن الكريم ما يدلّ على أنهم من المؤمنين الرابحين وفي الجنة من الداخلين كما في قوله تعالى ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنّصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربّهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) . وعلى هذا فلا يكونون من الخاسرين الذين ورد ذكرهم في الآية ( ومن يبتغ غير الاسلام ديناً …)

وعلى هذا المعنى المتقدّم لا تكون الآية المباركة ناظرة إلى فكرة الرسالة الواحدة أو الفكر الواحد الذي يرفض التّعايش مع الفكر الآخر المغاير له، وقد مرّ عليك في الجواب عن السؤال الثاني في قوله تعالى ( لا إكراه في الدّين) وهو يؤيّد ما ذكرناه لك من أنّ القرآن الكريم يرفض نظريّة الرأي الواحد كما جاء في قوله تعالى: ( ولو شاء الله لجعلكم أمّة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ..)..

وبهذا تكون الآية السابقة التي سألت عنها، ناظرة إلى الربح والخسران في عالم الآخرة، من الّذين لم يؤمنوا بها من الجاحدين للرّبوبية، والمنكرين للخالق، حيث يكون من الطبيعي حينئذ أن لا يكون لمنكر الخالق حقّ في المطالبة بنصيب رابحٍ في آخرة نفاها وأنكر خالقها!.

وقد يفهم هذا المعنى من قول الامام علي عليه السلام في دعائه المشهور بدعاء كميل :

(ولولا ما حكمت به من إخلاد معانديك، وتعذيب جاحديك، لجعلت النار كلها برداً وسلاماً، وما كانت لأحد فيها مقراً ولا مقاماً ..) .

وقد غفل عن هذا المعنى الكثير من الفقهاء و المفسّرين السابقين و المعاصرين من الّذين حكموا بخسران الناس أجمعين في يوم الدّين ما عدا المسلمين، وقد بالغ بعضهم عندما حصر جنة عرضها السموات والأرض بجماعته أو طائفته ومذهبه وضيّق رحمة الله الّتي وسعت كلّ شيء،  فحكم وأفتى بكفر المخالفين له في فهم الدين أوالمذهب.

قال الله تعالى: (قل أَتَّخَذْتُم عند الله عهداً فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون).

Ali al-Amin

العلاّمة #السيد_علي_الأمين
للمزيد: https://goo.gl/GYQpZh
راجع كتاب: ( زبدة #التفكير في رفض السب و #التكفير) للعلامّة الأمين، صفحة: 48؛53