الخميس , أبريل 18 2024

العلاّمة السيد علي الأمين لـ الشراع : منع الانتقاد وجه من وجوه الإسكات عن الأسئلة الّتي يستحقّها الشّهداء و الضّحايا في أنفسنا


مجلّة الشراع – بيروت – أحمد الموسوي


مقتطفات :


علماء المنطق وأصول الفقه يقولون بأنّ تطبيق فكرة على مورد من الموارد أو تطبيق المفاهيم على مصاديقها هو امر عقليّ يجب اعتماد الدّقة العقليّة فيه ولا يصحّ فيه الاعتماد على النّظرة العرفيّة التي لا تخلو من التّسامح و السّطحيّة. ونحن لم نر آثاراً لهذا النّصر كما رأيناه في الإنجاز الّذي تحقّق سنة 2000 واستمرّ إلى ما قبل 12 تموز لأن النّصر هو معنىً وجودي وليس معنىً عدميّاً يؤخذ من عدم تحقيق العدوّ لأهدافه وغاياته.


 


     منع الانتقاد وجه من وجوه الإسكات عن الأسئلة الّتي يستحقّها الشّهداء و الضّحايا في أنفسنا وهي أسئلة ترتبط بهؤلاء الشّهداء و الضّحايا لماذا خسرناهم؟ ولماذا فقدناهم؟وما هي المقارنة بين الغالي الّذي فقدناه وبين الشّيء الّذي حصلنا عليه وقبضناه؟!


 


 


        التغيير السياسي في الأحزاب و الأشخاص ليس من أهدافنا والأمر متروك لإرادة الناس


 


      إن لبنان هو جزء من العالم العربي وعندما يختار العرب الصّراع مع إسرائيل فإن لبنان يكون جزءاً من مواجهة عربيّة شاملة له ما لهم وعليه ما عليهم ويكون جزءاً من الكلّ، ولا بستطيع الجزء أن يتحمّل أعباء الصّراع الواجب على الكلّ و لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها ويبقى على هذا الجزء أن يحمي نفسه من الإعتداءات بتطوير قوّته العسكريّة و الداخليّة وعلاقاته الدّوليّة خصوصاً مع أشقائه العرب وأما السلام مع العدوّ الإسرائيلي فيبقى قراراً عربيّاً شاملاً لا يمكن ولا يجوز للبنان أن يدخل فيه وحده هذا ما نصّت عليه مبادرة السّلام العربيّة التي طرحت في مؤتمر القمّة الّذي انعقد في بيروت قبل سنوات وفي كلّ الأحوال فإنّ لبنان هو آخر من يوقّع سلاماً مع إسرائيل.


 


 


    المقصود من النّقد والإعتراض هو التّنبيه على أخطاء وقعت منعاً لتكرارها وتصحيحاً لبعض المسارات التي تغيّرت وتذكيراً بالمشروع الّذي حمله الإمام الصّدر الاجتماعي والسياسي الذي كان في صميمه مشروع الدّولة اللّبنانية وعودة الجنوب إلى احضانها


          الطائفة الشيعيّة ليس لها مشروع خاص بها خارج العيش المشترك اللبناني العربي وخارج الدولة الواحدة المسؤولة عن جميع اللبنانيين في كلّ المناطق اللبنانية وفي كلّ الميادين السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة وغيرها من الشؤون التي تتولاها الدول في شعوبها واوطانها.


 


         لو كان التفرّد موجوداً عند الطوائف الأخرى فهو لا يبرّر وجوده عند طائفة تفتح باب الإجتهاد في الدّين فكيف تغلق باب الإجتهاد في السّياسة؟!


       لقد قمت ببعض الخطوات في الماضي باتجاه اجتماع شيعي شيعي عندما دعوت سماحة السيد فضل الله و الرّئيس برّي إلى صور و حصل لقاء شيعي كبير قبل ثلاث سنوات وكنت أقصد التّمهيد للقاء أوسع بين القيادات الدّينيّة و السّياسيّة وقد طلبت هذا الأمر مراراً قبل وقوع الحرب بأشهر عديدة وأثناءها من بعض القيادات ولكنّني لم أجد آذاناً صاغية ولكنّني سأستمر في بذل المساعي لعقد مثل هذا اللّقاء الموسّع بين القيادات الرّوحيّة والسّياسيّة ومختلف وجوه أهل الرّأي والفكر من الطائفة الشّيعيّة.


 


        قيام الدولة الحقيقيّة يكون بمشاركة الجميع من خلال مؤسسات الدّولة الدستوريّة والقانونيّة واعتمادها مرجعيّة فوق الجميع يقبل بحكمها الجميع.


 


 


     ما أقوم به لا علاقة له بقوى 14 آذار وغيرها وإنما قمت به هو بدافع التّصحيح لأخطاء وقعت ومسارات قد تغيّرت فأردت التنبيه عليها من موقع الإرشاد و التّوجيه ولست بصدد إيجاد حالة جديدة في الطائفة الشيعية الّتي يترك لها الخيار فيمن تريد وتختار. وأردت إيجاد حالة من النّقد و التّساؤل داخل الطّائفة لأنّها تساهم بدفع الأخطار وتمنع من الوقوع في العثرات مستقبلاً


 


    لا يجوز منع النّقد والاعتراض بحجّة الوحدة والاتفاق تارة أو بحجّة أنّه يفيد الأعداء تارة اخرى أو بحجّة أن الوقت غير مناسب ثالثةً لأن هذا سيؤدّي إلى منع النّقد والاعتراض وإبعاد الرّأي الآخر وعندئذٍ تتراكم الأخطاء ويدفع الجميع الثمن كما حصل والمنكرون للنّقد والاعتراض اليوم بهذه الحجج كانوا يرفضون ذلك في سنة 93 وسنة 96 وبعدها إلى ما قبل 12 تموز بنفس هذه الحجج. وقد قاموا بالعديد من الإنتخابات النيابيّة و البلديّة تحت نفس شعارات وحدة الطّائفة والأخطار المحدقة بها!.


 


 


     الواقع يتّجه نحو مشروع الدّولة وتعزيز دور المؤسسات فيها من خلال ما رأيناه من إجماعات حصلت أثناء الحرب باتجاه القرارات الدوليّة وإرسالها الجيش اللبناني إلى الجنوب


 


 


    أظهرت هذه الحرب من خلال احتضان المناطق اللبنانية للنازحين من الجنوب مدى الترابط بين اللبنانيين حيث تجلّى تضامنهم وتعاونهم ليؤكّد أنهم عائلة واحدة في مواجهة الصّعاب وسيبقون عائلة واحدة


 


 


     الإختلاف في الرّأي بين القيادات السّياسيّة لا يجوز أن ينعكس على علاقات الطوائف بعضها مع البعض الآخر لأنها من صوَر العيش المشترك بينها الّتي لا تتأثّر باختلافات سياسية طارئة خاضعة  للتّغيير و التبديل فاللبنانيون يبقون عائلة واحدة اتفقت قياداتهم في السياسة أم اختلفت.


 


      المطلوب هو استمرار التّعاون و التّضامن والابتعاد عن اتخاذ القرارات المنفردة لأنه إذا كان المطلوب المواجهة من الجميع فيجب أن يكون القرار صادراً عن الجميع من خلال مؤسسات الدولة التي تمثّل الجميع.


 


        المرحلة المقبلة هي مرحلة الدّولة التي تستعيد سلطتها ودورها في الجنوب اللبناني وسائر المناطق وهذا سوف يعطي الكثير من الحرّية للناس خصوصاً عندما تقوم الدّولة وحدها بدور الخدمات للمواطنين الذين يصبح باستطاعتهم الوصول الى حقوقهم من خلال مؤسسات الدولة بدون وساطات من أحد وفي كلّ الأحوال فالأمر متروك لإرادات الناس واختياراتهم.


 


        لا شكّ بأن الخراب و الدّمار وسفك الدّماء تتحمّل مسؤوليته إسرائيل من خلال عدوانها المباشر و القاعدة الفقهيّة تقول بأنّ الضّمان يكون على المباشِر (الفاعل) لأنه أقوى من السبب في أمثال المقام.


 


 


     عدم وجود الدّولة في الجنوب اللبناني يقع في سلسلة الأسباب الّتي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ولكنّ الصّحيح أن القوى الّتي تعاقبت على الجنوب قد ساهمت إلى حدٍّ بعيد في تغييب الدّولة وإبعادها عن الجنوب اللبناني رغم الفرص الّتي توفّرت في الماضي لاسترجاع الدّولة سلطتها وانتفاء المبرّرات والأسباب لرفض انتشار الجيش اللبناني.


 


    لقد رأينا صموداً وصبراً وشجاعة وتضحيات وهذه أمور كانت ثابتةً قبل الحرب وبعدها وأثناءها ولكنّها ليست وحدها عوامل النّصر وأسبابه



___________________________________________________


نص الحوار


 


                     1.ما قراءتكم للواقع اللبناني بعد العدوان الإسرائيلي؟


 


ج1- لا شكّ بأنّ الواقع اللبناني لا يزال مثقلاً بأعباء و آثار العدوان الإسرائيلي وسيبقى لفترة مشغولاً بتداعيات الحرب و بالإجابة على الأسئلة التي أثارتها ولكن على الرّغم من ذلك فإنّ الواقع يتّجه نحو مشروع الدّولة وتعزيز دور المؤسسات فيها من خلال ما رأيناه من إجماعات حصلت أثناء الحرب باتجاه القرارات الدوليّة وإرسالها الجيش اللبناني إلى الجنوب مع وجود دعم دولي ظاهر باتجاه بسط سلطة الدّولة في مختلف المناطق والمجالات.


 


*    2– ما هي العبر و الدروس الّتي يمكن استخلاصها؟


 


ج2- لقد كانت المرحلة القاسية الّتي مرّت على لبنان مليئة بالعبر و الدّروس في مجالات عديدة على المستوى الدّاخلي فقد أظهرت هذه الحرب من خلال احتضان المناطق اللبنانية للنازحين من الجنوب مدى الترابط بين اللبنانيين حيث تجلّى تضامنهم وتعاونهم ليؤكّد أنهم عائلة واحدة في مواجهة الصّعاب وسيبقون عائلة واحدة في مسيرة البناء والإعمار وأن الإختلاف في الرّأي بين القيادات السّياسيّة لا يجوز أن ينعكس على علاقات الطوائف بعضها مع البعض الآخر لأنها من صوَر العيش المشترك بينها الّتي لا تتأثّر باختلافات سياسية طارئة خاضعة  للتّغيير و التبديل فاللبنانيون يبقون عائلة واحدة اتفقت قياداتهم في السياسة أم اختلفت. وقد انعكس هذا التّضامن الدّاخلي على الصّمود في مواجهة العدوان الخارجي الإسرائيلي.


 


*    3- ما هو المطلوب لتفادي ما حصل مستقبلاً؟


 


ج-3 المطلوب هو استمرار التّعاون و التّضامن والابتعاد عن اتخاذ القرارات المنفردة لأنه إذا كان المطلوب المواجهة من الجميع فيجب أن يكون القرار صادراً عن الجميع من خلال مؤسسات الدولة التي تمثّل الجميع.


 


 


*    4- هل تعتقدون أن الواقع الشيعي سيتغير على ضوء نتائج العدوان ؟ وبأي اتجاه؟


 


ج4- نعم أعتقد ذلك لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الدّولة التي تستعيد سلطتها ودورها في الجنوب اللبناني وسائر المناطق وهذا سوف يعطي الكثير من الحرّية للناس خصوصاً عندما تقوم الدّولة وحدها بدور الخدمات للمواطنين الذين يصبح باستطاعتهم الوصول الى حقوقهم من خلال مؤسسات الدولة بدون وساطات من أحد وفي كلّ الأحوال فالأمر متروك لإرادات الناس واختياراتهم.


 


*    5- اعتبرتم أن ما حصل من العدوان من خراب ودمار يتحمّل مسؤوليته حزب الله . لماذا؟


 


ج-5 لا شكّ بأن الخراب و الدّمار وسفك الدّماء تتحمّل مسؤوليته إسرائيل من خلال عدوانها المباشر و القاعدة الفقهيّة تقول بأنّ الضّمان يكون على المباشِر (الفاعل) لأنه أقوى من السبب في أمثال المقام الّتي يكون الفاعل فيها متّصفاً بالإرادة والاختيار و السّبب يتحمّل مسؤولية عدم الاعداد و الاستعداد لمثل هذا العدوّ الّذي يُتوقّع منه العدوان ومن أراد الحرب أو توقّعها أعدّ لها عدّتها الّتي تدفع الأخطار وتقلّل الخسائر و الأضرار.


 


*    6- أليس سبب ما وصلنا إليه غياب الدّولة والواقع السّياسي منذ عقود من الزّمن؟


 


6- لا شكّ بأن عدم وجود الدّولة في الجنوب اللبناني يقع في سلسلة الأسباب الّتي أوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه ولكنّ الصّحيح أن القوى الّتي تعاقبت على الجنوب قد ساهمت إلى حدٍّ بعيد في تغييب الدّولة وإبعادها عن الجنوب اللبناني رغم الفرص الّتي توفّرت في الماضي لاسترجاع الدّولة سلطتها وانتفاء المبرّرات والأسباب لرفض انتشار الجيش اللبناني.


 


*  7- هناك شبه إجماع من الطائفة الشّيعيّة على أنّ نصراً تحقّق على إسرائيل الّتي يعترف قادتها بذلك أيضاً، لماذا لا ترى أنت ذلك؟


 


7- إن النّصر كلمة عربيّة لها معنى ومفهوم وهو فكرة من الأفكار التي لا يخضع الصّواب فيها و الخطأ إلى الإستفتاء وعدد الأفراد و الطّوائف لأن المعيار و الميزان في صحّة الفكرة وعدمها هو العقل الّذي يعتبر المصدر الأساسي في المعرفة و الإدراك، وعلماء المنطق وأصول الفقه يقولون بأنّ تطبيق فكرة على مورد من الموارد أو تطبيق المفاهيم على مصاديقها هو امر عقليّ يجب اعتماد الدّقة العقليّة فيه ولا يصحّ فيه الاعتماد على النّظرة العرفيّة التي لا تخلو من التّسامح و السّطحيّة. ونحن لم نر آثاراً لهذا النّصر كما رأيناه في الإنجاز الّذي تحقّق سنة 2000 واستمرّ إلى ما قبل 12 تموز لأن النّصر هو معنىً وجودي وليس معنىً عدميّاً يؤخذ من عدم تحقيق العدوّ لأهدافه وغاياته. نعم لقد رأينا صموداً وصبراً وشجاعة وتضحيات وهذه أمور كانت ثابتةً قبل الحرب وبعدها وأثناءها ولكنّها ليست وحدها عوامل النّصر وأسبابه.


 


*    8- ما يعاني منه الواقع الشيعي من تفرّد بالقرار واستئثار ألا يوجد مثله عند الطّوائف الأخرى؟


 


 ج 8 – لا أعتقد وجود مثله عند الطّوائف الأخرى لما نراه من تعدّدية في الرّأي في مواقع مختلفة ولو كان التفرّد موجوداً عند الطوائف الأخرى فهو لا يبرّر وجوده عند طائفة تفتح باب الإجتهاد في الدّين فكيف تغلق باب الإجتهاد في السّياسة؟!


 


 


*  9- لماذا لا يصار إلى عقد اجتماع شيعي شيعي على مستوى القيادة الدّينيّة لتصويب المسار ورسم الطريق الى المستقبل؟


 


ج9- لقد قمت ببعض الخطوات في الماضي بهذا الاتجاه عندما دعوت سماحة السيد فضل الله و الرّئيس برّي إلى صور و حصل لقاء شيعي كبير قبل ثلاث سنوات وكنت أقصد التّمهيد للقاء أوسع بين القيادات الدّينيّة و السّياسيّة وقد طلبت هذا الأمر مراراً قبل وقوع الحرب بأشهر عديدة وأثناءها من بعض القيادات ولكنّني لم أجد آذاناً صاغية ولكنّني سأستمر في بذل المساعي لعقد مثل هذا اللّقاء الموسّع بين القيادات الرّوحيّة والسّياسيّة ومختلف وجوه أهل الرّأي والفكر من الطائفة الشّيعيّة.


 


*    10- هل تعتقد أن ما تقوم به قوى 14 آذار يؤدّي فعلاً إلى قيام الدّولة الحقيقيّة؟


 


ج10 – قوى 14 آذار هي من القوى السّياسيّة الفاعلة في البلد ولها رؤيتها السّياسية وهناك قوى أخرى تشاركها في الحكم و السّلطة وأعتقد أن قيام الدولة الحقيقيّة يكون بمشاركة الجميع من خلال مؤسسات الدّولة الدستوريّة والقانونيّة واعتمادها مرجعيّة فوق الجميع يقبل بحكمها الجميع.


 


*  11- ألا تعتقد أن توجيه الانتقادات الحادّة الى حزب الله منكم ومن 14 آذار ومن آخرين في هذه المرحلة التي لم ينته فيها العدوان بعد قد يوظّف لصالح إسرائيل نفسها وما تمارسه من ضغط على لبنان؟


 


ج11- ما أقوم به لا علاقة له بقوى 14 آذار وغيرها وإنما قمت به هو بدافع التّصحيح لأخطاء وقعت ومسارات قد تغيّرت فأردت التنبيه عليها من موقع الإرشاد و التّوجيه ولست بصدد إيجاد حالة جديدة في الطائفة الشيعية الّتي يترك لها الخيار فيمن تريد وتختار. وأردت إيجاد حالة من النّقد و التّساؤل داخل الطّائفة لأنّها تساهم بدفع الأخطار وتمنع من الوقوع في العثرات مستقبلاً ولا يجوز منع النّقد والاعتراض بحجّة الوحدة والاتفاق تارة أو بحجّة أنّه يفيد الأعداء تارة اخرى أو بحجّة أن الوقت غير مناسب ثالثةً لأن هذا سيؤدّي إلى منع النّقد والاعتراض وإبعاد الرّأي الآخر وعندئذٍ تتراكم الأخطاء ويدفع الجميع الثمن كما حصل والمنكرون للنّقد والاعتراض اليوم بهذه الحجج كانوا يرفضون ذلك في سنة 93 وسنة 96 وبعدها إلى ما قبل 12 تموز بنفس هذه الحجج. وقد قاموا بالعديد من الإنتخابات النيابيّة و البلديّة تحت نفس شعارات وحدة الطّائفة والأخطار المحدقة بها!.


 


*    12- ألا يمكن للإنتقادات الحادّة أن تنتظر إلى ما بعد الانتهاء من دفن الشّهداء و الضّحايا؟


 


ج12- هذا وجه من وجوه الإسكات عن الأسئلة الّتي يستحقّها الشّهداء و الضّحايا في أنفسنا وهي أسئلة ترتبط بهؤلاء الشّهداء و الضّحايا لماذا خسرناهم؟ ولماذا فقدناهم؟وما هي المقارنة بين الغالي الّذي فقدناه وبين الشّيء الّذي حصلنا عليه وقبضناه؟!


 


*    13- مواقفكم هل تنبئ بوجود كرة ثلج شيعية ستكبر بوجه حزب الله؟ وأين تقف حركة أمل في هذا السياق؟


ج13- التغيير السياسي في الأحزاب و الأشخاص ليس من أهدافنا والأمر متروك لإرادة الناس وقد ذكرت في الإجابة على سؤال سابق أن المقصود من النّقد والإعتراض هو التّنبيه على أخطاء وقعت منعاً لتكرارها وتصحيحاً لبعض المسارات التي تغيّرت وتذكيراً بالمشروع الّذي حمله الإمام الصّدر الاجتماعي والسياسي الذي كان في صميمه مشروع الدّولة اللّبنانية وعودة الجنوب إلى احضانها وأن الطائفة الشيعيّة ليس لها مشروع خاص بها خارج العيش المشترك اللبناني العربي وخارج الدولة الواحدة المسؤولة عن جميع اللبنانيين في كلّ المناطق اللبنانية وفي كلّ الميادين السياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة وغيرها من الشؤون التي تتولاها الدول في شعوبها واوطانها.


 


*  14- إذا كنت تعتبر أن هناك عجزاً محلياً عن مواجهة إسرائيل عسكرياً وعجزاً عربياً ومساندة دولية لها في مخططاتها فهل ترى أن الأوان حان لعقد سلام معها لنأمن اعتداءاتها؟


ج14- إن لبنان هو جزء من العالم العربي وعندما يختار العرب الصّراع مع إسرائيل فإن لبنان يكون جزءاً من مواجهة عربيّة شاملة له ما لهم وعليه ما عليهم ويكون جزءاً من الكلّ، ولا بستطيع الجزء أن يتحمّل أعباء الصّراع الواجب على الكلّ و لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها ويبقى على هذا الجزء أن يحمي نفسه من الإعتداءات بتطوير قوّته العسكريّة و الداخليّة وعلاقاته الدّوليّة خصوصاً مع أشقائه العرب وأما السلام مع العدوّ الإسرائيلي فيبقى قراراً عربيّاً شاملاً لا يمكن ولا يجوز للبنان أن يدخل فيه وحده هذا ما نصّت عليه مبادرة السّلام العربيّة التي طرحت في مؤتمر القمّة الّذي انعقد في بيروت قبل سنوات وفي كلّ الأحوال فإنّ لبنان هو آخر من يوقّع سلاماً مع إسرائيل.